منذ حلول القرن الماضي إلى يومنا لا يزال موضوع “المدينة \ العمارة الإسلامية” يستقطب الكثير من عقول الباحثين و المحترفين في مجال البيئة العمرانية. لكن هذا الاستقطاب لا يعني الإجماع بقدر ما يثير الاختلاف و تنوع الآراء و يغذي النقاش.
فمن جهة يعتقد البعض أنه ليس هناك أية إشارات مباشرة في المنظومة الإسلامية تملي أو توصي بأنماط معمارية أو نماذج للمدينة و من ثم عدم صلاحية تسمية المدينة بالإسلامية. في حين أنه لا يمكن أن ينكر أثر الإسلام في الفكر الإنساني، و السلوك الفردي و النظام الاجتماعي و الثقافي للمجتمعات المسلمة و ليس أدل من ذلك نشأة المدن و تطور الفنون و العمارة تحت تأثيره المباشر أو غير المباشر.
و في حين يعتبر البعض “العمارة\ المدينة الإسلامية” موضوعا تاريخيا تجاوزه الزمن، فإن البعض الآخر يرى أن الحضور الواضح و المتنامي للإسلام في حياة المجتمعات المسلمة و حتى غير المسلمة المعاصرة لا يمكن أن يستثني البيئة العمرانية.
و لذلك فإن السؤال المحوري الذي يغذي هذا الموقع هو: هل للإسلام كمنظومة حضارية بجوانبها المتعددة، الثقافية و الفكرية و التشريعية- أثر في البيئة العمرانية و روافدها؟ و ما هي حدود و مظاهر ذلك الأثر إن وجد؟
من هذا المنظور فإن شبكة المدينة الإسلامية مجال إلكتروني و فضاء افتراضي يرمي إلى فتح و توسيع دائرة النقاش حول موضوع الثنائية المذكورة التي تمس مختلف المجالات التخصصية مثل التخطيط و المعمار و البناء و التصميم و الآثار و الفنون.
إنه موقع غير حكومي و غير ربحي و عالمي، لا يقتصر على المسلمين دون غيرهم و لا على مجموعة مغلقة من الباحثين، و لا ينحصر مجاله في منطقة جغرافية معينة ولا يرتبط بحقبة تاريخية محددة، وإنما يتسع لكل باحث أو مفكر و يمتد من حيث المكان إلى كل المستوطنات البشرية، و من حيث الزمان إلى الماضي والحاضر والمستقبل. كما يتفاعل مع كل التيارات الفكرية والمدارس القائمة أخذا و عطاء بإيجاد نقاط الاشتراك و اعتبار الاختلاف ظاهرة طبيعية.
يشكل الموقع فضاء جماعيا للمختصين بفروع ما يمكن تسميته بعلوم المدينة. و يشمل بذلك المخططين والمعماريين و الفنانين و المصممين، و كل من له علاقة بالمدينة. و يأمل بذلك أن يكون حلقة وصل بين الطلبة و المدرسين، و بين المفكرين و المحترفين، و بين الأكاديميين المختصين و الباحثين الجدد في المجالات المذكورة أعلاه.
كما يأمل الموقع أن يقدم للزائرين و المرتادين مادة علمية موثوقة و مدققة و أصيلة من خلال تبرعات و مشاركات المختصين في مختلف المجالات التي تتصل بالمدينة. و يوفر الموقع لهؤلاء الدخول الإلكتروني المجاني و الصور و الملفات و قاعدة المعلومات و المراجع و المحاضرات المسجلة و المقالات و المقابلات و المداخلات و مواد المناقشات التي يقدمها الأعضاء و المتبرعون.
يوفر الموقع كذلك مكانا لتبادل الأفكار و الخبرات و التجارب و مصادر المعرفة و الحوار. و يأمل بذلك أن يصل الأعضاء إلى قناعات مشتركة في مدى تأثير الإسلام في البيئة العمرانية، تكون لها الثمار في تقدم مناهج التعليم و الاحتراف و المهنية.