يتعرض هذا الكتاب إلى دراسة العلاقة بين شكل العمران وطبيعة السلطة من المنظورين التاريخي والفقهي. وينطلق من فرضية وجود ارتباط تبعي واطرادي بين طرفي هذه الثنائية قد يرقى إلى مرتبة السنة الكونية التي تلازم المدن أو الاجتماع البشري بالمفهوم الخلدوني. وبمعنى آخر فإنه يمكن تفسير الكثير من مظاهر البيئة الحضرية في أي مدينة بطريقة توزيع السلطة داخل المجتمع ونوع النظام الإداري والقوانين التي يخضع لها الممارسون الحضريين في تصرفاتهم. ونقصد هنا بالممارسين الأفراد والجماعات وممثلي الإدارة العامة التي تتولى شؤون المدينة. وهذا الكتاب يتناول دراسة الثنائيات الناتجة عن العمران والسلطان والإسلام، وملامح الإدارة المحلية في المدينة، عرض للتجربة العثمانية في ميدان التهيئة الإقليمية والتعمير في ضوء الإطار التشريعي الإسلامي العام.