منشآت الطوارئ…. العمارة في ظل الأزمات

 

يواجه البشر العديد من الكوارث التي قد تكون طبيعية أو بفعل الإنسان مما يسبب خللا في المجتمعات و هذا ما يستوجب اتخاذ إجراءات معينة لتفادي الأزمات و ايجاد الحلول المناسبة معماريا و عمرانيا.فكيف تستجيب العمارة للكوارث؟

“المناطق التي تحدث بها الكوارث التي لا تبق على شيئ تعد أيضا فرصة مثالية لنا لننظر الى الوضع الجديد من الألف الى الياء في معنى العمارة الحقيقي”تويو أتو- معماري ياباني.

تتميز معظم المنشآت المخصصة للأزمات بسهولة بناءها وبساطة تركيبها و استخدامها للمواد الاولية و كذا الاعتماد على تصاميم غير معقدة مما يجعلها سريعة التشييد للاستجابة لحاجيات المجتمع.

:سنتطرق في المقال التالي إلى بعض الأمثلة التي أعتمدت مسبقا في حالات الطوارئ

1/ نموذج النيبال

بعد الزلزال الذي ضرب النيبال في 2015 و الذي  خلف ورائه العديد من الناجين دون مأوى. قام فريق من المصممين بانشاء منظمة تدعى عمارة للجماهير Architecture for the masse  و التي تهدف الى ايواء السكان من خلال توفير تصميم معماري سهل الاستخدام و يعتمد في بناءه على المواد الاساسية  كالخيزران الذي يتميز بالمرونة و خفة الوزن بالاضافة الى الصفائح المعدنية.و كذا أنقاض البنايات المهدمة حيث تعتبر هذه المواد الأنسب للمنطقة التي تتميز ..بالرياح الموسمية و التي تهدم غالبا البيوت المشيدة بالطين.

قام المعماريان تشارلز لاي و تاكيهيكو سوزوكي بالتعاون مع جمعية One village focus funds  بتقديم التصميم حيث يتمكن 04 عمال و 10 متطوعين من انجاز النموذج في فترة تتراوح مابين يومين الى ثلاثة أيام. تبلغ ابعاد النموذج التجريبي 3*6 امتار. يتم إنشاءه من خلال وحدات من اطارات وصل خشبية تملأ الفراغات في الجدران بالآجر كما يمكن استخدامه لعدة وظائف كالعيادات و مراكز الرعاية الصحية.

2/نماذج طوكيو

من بين النماذج التي عملت ضجة في مجال العمارة منازل المهندس المعماري الياباني “شيغيرو بان”الذي اختار بناء عمارة خاصة بالكوارث اساسها الورق المعاد تدويره.

اثارت هذه المنازل جدلا حول مدة صمودها و مقاومتها للظروف الخارجية و خاصة ان الورق من اضعف المواد الا ان المهندس الياباني كان له رأايا آخر في الموضوع حيث استخدم اسطوانات من الورق المقوى المعالج بمادة تجعله يتحول الى قاعدة صلبة لإقامة الملاجئ و المساكن المؤقتة التي  تحتاج سرعة في التنفيذ .

عمل شيغيرو بان على تطوير هذا النوع من البناء من خلال اسلوب انشاء يجعل الورق يتحمل المطر و الرطوبة و كذا السقف المصمم لكي يبعد المطر عن باقي المبنى كما استخدم في تصميمه وسائل صديقة للبيئة تمكن من اعادة تدويرها حتى إنه قابل للتحلل.

طبق المشروع في سنة 1994 بروندا و في زلزال كوبي باليابان سنة 1995 كما قام المهندس بتشييد كتدرائية بنيوزيلندا من الورق المقوى بعد زلزال 2011 و المبنى المستقبل للجماهير باستخدام أغطية بلاستيكية و قوالب من الورق المقوى خاصة بالأعمدة الاسمنتية.

على اثر هذا تحصل “شيغيرو بان”على جائزة بريتزكر للهندسة في 2014 عن توفيره  لمأوى و مراكز مجتمعية و قد كان المهندس يسافر الى المواقع التي تشهد .كوارث بأنحاء العالم لمدة 20 عام و كذا العمل مع المتطوعين لإنشاء مباني للمتضررين بأقل مدة و اقل تكلفة

3/مستشفى ووهان

بعد الأزمة التي حلت بالصين بداية و انتشرت الى العالم كافة مع انتشار فيروس كورونا المستجد قامت الجمهورية الصينية ببناء مستشفى خاص بالمرضى و ذلك لانقاص الضغط على المستشفيات الميدانية.

تم بناء المستشفى في ظرف 10 ايام مما أثار جدلا واسعا في مجال الهندسة و قد اعتمد في بناءه على 4000 عامل بطريقة متواصلة ليلا و نهارا و على مساحة .تقدر ب 60.000 م².و ذلك لاستيعاب ما يقارب 1600 سرير و هو مكون من 400 غرفة مزودة بالأجهزة الطبية و الحمامات الخاصة

بني المستشفى بأسس خرسانية مع استخدام الهياكل الجاهزة الصنع و كذا الاعتماد على الألواح الجاهزة من شركة “زانسين” لمواد البناء حيث يتم

نقل الوحدات و الغرف المصّنعة مباشرة الى موقع البناء مما جعل تشييده أكثر سهولة وفي مدة قياسية يتكون المستشفى الصيني من ممرات مركزية تربط بين المساحات الخارجية و هو ذو ارتفاع منخفض .اضافة الى تزويده بالماء و الكهرباء مع العلم ان المستشفى لا يعد متكاملا و انما مركزا صحّيا لاحتواء العدوى بحسب ما صرّح به المهندس سكوت رولينغزالّذي يترأس شركة الهندسة “هوك” فقد اعتمد في انشائه على تصميم جاهز استخدم من قبل في مشفى “شياوتانغشان”.

 

 

و تبقى الاستجابة للأزمات من أولويات الهندسة المعمارية التي تتطلب تصاميم خاصة بمواد بناء تتاسب و حجم الكارثة. الجدير بالذكر ان المنشآت الجاهزة استخدمت من قبل في عدة وظائف حول العالم في الحالات الطارئة و هي تعتبر آمنة لانها تصنع في بيئة يمكن التحكم بها .